ملخص البحث
يهدف البحث إلى تسليط الضوء على مفهوم استدامة الثقافة العربية عند السوريين في بلاد المهجر، ويبحث في تحديد موقع الطلاب السوريين في الجامعات التركية من استدامة الثقافة الأولى، وفي معالم تشكل الثقافة الثالثة. وزع الباحثان استبانة على 88 طالبا س وريا في الجامعات التركية، وخلص البحث إلى أهمية التركيز على استدامة الثقافة والهوية السورية عند الطلاب السوريين في الجامعات التركية بهدف بناء الثقافة الصحيحة لديهم، وبينت أداة الدراسة قوة الارتباط بين الطلاب السوريين وبين الوطن سوريا، إلا أن هذا الارتباط بحاجة إلى التوجيه في بناء الهوية السورية واستدامة ثقافتها. ودعا الباحثان الجهات التعليمية التي تعنى بالملف السوري وصناع المحتوى والتربويين والعاملين في مجال التعليم عموما، أن يولوا أبناء الثقافة الثالثة العناية اللازمة لتكوين هويتهم السورية للحفاظ على شخصيتهم، وتكوينهم العلمي كونهم طلاب الحاضر وبناة الأمة في المستقبل.الكلمات المفتاحية: الثقافة الثالثة، استدامة الثقافة، الهجرة السورية، المهجر، الصراع الثقافي، الثقافة السورية
تمهيد
تسببت الهجرة السورية إلى بلاد المهجر بولادة مفاهيم جديدة تضاف إلى الملف التعليمي لأبناء السوريين، وإن التحدي الأكبر الذي تواجهه الأجيال الحالية والقادمة من أبناء السوريين هو استدامة الثقافة السورية والحفاظ على الهوية، وهذا يعد واحدا من أهم المفاهيم المذكورة، التي تشكل تحديات طارئة أمام صناع القرار التعليمي، إذ تسعي كل المؤسسات والهيئات التعليمية المستضيفة لأبنائنا في بلاد المهجر إلى استقطاب النخب من المهاجرين، كطاقات فاعلة وجدت دون بذل أي مجهود في إعدادها، وبالتالي تبقى استدامة الثقافة العربية والهوية السورية مطلبأ مهما وملحأ من أجل تفعيل دور تلك النخب في عمران سورية ووحدة نسيجها الثقافي والاجتماعي.
موضوع البحث
يحاول هذا البحث تسليط الضوء على مفهوم استدامة الثقافة العربية عند السوريين في بلاد المهجر، ويبحث في تحديد موقع الطلاب السوريين في الجامعات التركية من استدامة الثقافة الأولى، وفي معالم تشكل الثقافة الثالثة، حيث حمل المهاجرون معهم ثقافتهم الأولى من البلد الأصل، وتعلموا ثقافة ثانية في بلد المهجر وتفاعلوا معها، فتكونت لديهم ثقافة ثالثة تجمع بعض خصائص الثقافتين الأولى والثانية، وواجهوا تحديات جمة تتباين في القوة حسب سيطرة الثقافة الأقوى (الأولى أو الثانية على الثقافة الثالثة باختلاف الدوافع والمؤثرات، وتأتي أهمية البحث في فهم معالم تشكل الثقافة الثالثة، حيث تتسابق الأطراف المؤثرة على أبناء الثقافة الثالثة اليوم في السيطرة على تكوين الثقافة الثالثة لديهم، وبالقدر الذي نكون فيه أكثر فهما وإحاطة بمتطلبات أبناء الثقافة الثالثة لاستدامة الثقافة الأولى، نكون قد أغلقنا الباب أمام العابثين في تكوين الثقافة الثالثة، والساعين إلى توليد ثقافة هجينة تمسخ الثقافة الأولى، وتضخم الثقافة الثانية بدعاوی كثيرة کالاندماج والتأقلم والمعايشة.
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى ما يلي:1. معرفة مدى علاقات الطلاب السوريين مع المحيط العربي في المهجر.2. معرفة مستوى الثقافة العربية في العادات والتقاليد عند الطلاب السوريين.3. معرفة مدى علاقات الطلاب السوريين مع البلد الأصل
فرضيات البحث:
وضع الباحثان ثلاث فرضيات للبحث؛ الأولى منها الحفاظ على العلاقات مع المحيط العربي في المهجر يربط أبناء الثقافة الثالثة في الجامعات التركية بالثقافة الأولى، والثانية: الحفاظ على العلاقات مع البلد الأصل يربط أبناء الثقافة الثالثة في الجامعات التركية بالثقافة الأولى، والفرضية الثالثة: الحفاظ على العلاقات مع البلد الأصل يربط أبناء الثقافة الثالثة في الجامعات التركية بالثقافة الأولى، والفرضيات الثلاثة كما يلي:– هناك علاقة موجبة بين الحفاظ على العلاقات مع المحيط العربي في المهجر، واستدامة الثقافة السورية عند أبناء الثقافة الثالثة في الجامعات التركية (من وجهة نظر الطلاب السوريين في الجامعات التركية).– هناك علاقة موجبة بين الحفاظ على الثقافة العربية في العادات والتقاليد في بلد المهجر، وربط أبناء الثقافة الثالثة في الجامعات التركية بالثقافة الأولى (من وجهة نظر الطلاب السوريين في الجامعات التركية).– هناك علاقة بين الحفاظ على العلاقات مع البلد الأصل وربط أبناء الثقافة الثالثة في الجامعات التركية بالثقافة الأولى، (من وجهة نظر الطلاب السوريين في الجامعات التركية).
